بسم الله الرحمن الرحيم
1- جو صناعة القصيدة
يبدأ الشاعر وكما في القصيدة الاولى شارحا وضعه قبل البدء في قصيدته ومايعتلج في صدره قبل ان يصنع هذه القصيدة فيقول :
ان قلبه يضطرم ويتحرك ويشتعل كما يشتعل الحطب في نار شيخ استقبل شيوخ وهذا قمة في التصوير الرائع فأن نار الشيخ وكبير القوم بالذات اذا كانوا ضيوفه كبار فانها ستكون نارا كبيرة وهذا وصف لقلب ناصر قبل ان يبدء في قصيدته , ثم يواصل في سرد وصف النار التي تعتلج في صدره مسقطا نار الشيخ على النار التي في قلبه فيقول ان هذه النار من قوتها وشدة نورها وكبرها لو رأها اكبر موبذان وهو اكبر كاهن للفرس المجوس الذين كانوا يعبدون النار فأنه لو رأها فأنها ستغريه واكبر كهنة الفرس بالتأكيد ستكون ناره التي يشعلها ويعبدها ستكون نارا عظيمة , فتكون نار الشيخ الذي اشعلها للشيخ الآخر تجذب هذا الكاهن , وكل هذه الاوصاف دلالة قوية على شدة مافي صدر ناصر وغليانه قبل ان يبدء القصيدة .
ثم يقول ان مافي صدره من جنون سابقة مسقطا مايتحرك في صدره من هواجس وافكار فيقول انها زادت توقدا وقوة بعد ان حركها المجنن وهم الناس الذين حاولوا ان يعترضوا مسيرة الشاعر في البرنامج ويشوشرون عليه وينشرون عنه اشاعات ويحاولون اسقاطه فيقول انهم زادوا تصميمي وتوقد ذهني وافكاري لصنع رائعة تبكتهم وتزيدهم حسرة .
في فوادي من حطب شيخٍ ضيوفه شيوخ = جمرةٍ يغري سنا نارها أكبـر موبـذان
من جنونٍ دوختنـي وعيـت لا تـدوخ = والمجنن زادوا جنانها السابـق جنـان
2- اين ملوك العرب أهل العزة
يبدأ بقصة تدل على كرامة العربي وعزته وشممه وذلك بنموذج كبير هو النعمان ابن المنذر اشهر ملوك تنوخ العرب وهم مايعرفون باسم ( المناذرة ) ملوك الحيرة وقد كانوا في الحيرة يخضعون للفرس ويقاتلون الروم وسبب رمزه للنعمان ذلك لانه رمز للكرامة والاباء وقصته ان ( كسرى ابرويز ) ملك الفرس طلب من النعمان الملك العربي الذي كان تحت حكم الفرس طلب منه تزويجه بنته فرفض النعمان لأن شيمته تأبى ان يزوج فارسي مجوسي لما عرف عن العرب من شيمة واباء فقد سقطت صورة القطب العالمي وملوك الارض الفرس الذين كانوا هم والروم قطبي رحى العالم سقطت هذه الصورة بجانب شمم العربي وأنفته , وكانت نهاية النعمان بطريقة غادرة عندما استدعاه كسرى وخدعه ليضعه تحت اقدام الفيلة تطحنه ويفرج ملوك الفرس عليه .
هذه القصة ايضا استدعت نصرا مؤزر لايزال يتردد صداه بتكوين العرب البدو من قبائلهم المتطاحنة لأول حلف عربي هزم كسرى ثأرا لقتل النعمان وذلك في موقعة ذي قار بقيادة هانئ ابن قبيصة الشيباني .
هذه قمة العزة والشيمة لم ينظر النعمان الى قطب العالم واسياده وملوكه ولضعف العرب بل نظر لشيمته وموته دون كرامته وعزته , وانتج ذلك نصرا مؤزرا بعد موته واجتماع قبائل العرب المتفرقة وهزيمة اعظم دول العالم في زمنه في موقعة ذي قار عام 608 م .
توطئة رائعة لاستحثاث همم قادة العرب بذكر رمز النعمان ابن المنذر والأحداث التي تلت موته .
ثم يذكر رمزية مؤلمة بانتكاس الاشياء وتغير القوانين فكأن الجمل اصبح للرقص ووضع في غير مكانه وكذلك تركت الطيور الاحرار وقرنست الافراخ الصغيرة ودلالة على انتكاس في تصرفات العرب وعدم سيرهم بطريق مستقيم ووضع الاشياء في غير مكانها وانهم من ضعف ودناءة انفسهم نزلوا في طمان وذل وهوان وذلك ليس بسبب ضعفهم او عدم وجود وسيلة للدفاع عن كرامتهم بل ناتج عن ضعف وهوان انفسهم فقط لاغير .
ليت شعري أين أمست ملوكٍ من تنوخ = عودت أحداثهم من أحاديـث الزمـان
يامرقصة الجمل يامقرنسـة الفـروخ = من طمان نفوسكم نازلينٍ في الطمـان
3- القافزين على الحواجز
فعلا قفزة بهلوان يتخطى بها خطوات كثيرة وهذه اسقاطه لرؤساء العرب الذين اتوا من حضيض المجتمع الى الحكم ورمز للحكم بحوض فرعون , فبعضهم كان جاهل او صايع او خريج سجون وتولى حكم دول بقفزة بهلوان من امثال صدام حسين وناصر والسادات وبن بيلا والقذافي وعرفات والاسد وغيرهم فهم من طبقات لم تصل الى ثقافة عالية او سياسة او حنكة او عريقة في الحكم والحكمة وسياسة الرعية برفق بل كانوا شرهين للحكم نتيجة معاناتهم وسحقهم في المجتمع سابقا فظهروا على الحكم وكل همهم ان يبقوا يملؤن جيوبهم ولايهمهم وضع العرب او معاناتهم او حتى وضع مواطنيهم ورفع شعارات كاذبة فقط حتى يستمروا في الحكم وحتى يضحكوا على شعوبهم ويخدرونهم بالقول .
ويقول ان من ضعف سياسة هؤلاء وقلة ثقافتهم ودهائهم السياسي انهم يخرجون من فخ بصعوبة ليدخلوا في الف فخا آخر وذلك نتيجة ضعف ثقافتهم وممارستهم السياسية وان همهم السلطة لاغير .
ومجلس العم سام رمز لمجلس الأمن الذي اتخذ كلعبة سياسية ينصب به على هؤلاء الدلوخ ويخرجوا من لعبة الى اخرى دون عبرة او حسم .
ثم يقول ان الطوخي يشره على طوخيه اي ان اهل البلدان المحتلة مثل مصر وسوريا وفلسطين شرهتهم على ابن بلدهم ورئيسهم لأنه هو الذي ضيع ارضهم بتصرفاته وضعف سياسته وعدم اتخاذ اللازم للدفاع عنها ويقول ان هؤلاء القادة اذا رفعوا السيف ورمز لتسلحهم وشرائهم السلاح فانهم من ضعف تصرفهم يرتخي عنان فرسهم ورمزية مؤلمة ايضا عندما يرفع الفارس سيفه فيخرب عليه ارتخاء عنان الفرس اي انها تصلح من جهة وتخرب من جهة اخرى وهذا بسبب ضعف التصرف والحنكة ولأن هؤلاء القادة لايملكون مقومات القائد الحكيم الواعي نتيجة قدومهم من طبقات غير مثقفة وواعية .
عالـمٍ لبسـوا ثيـاب الدهـاة وهـم دلــوخ = أوردتهـم حـوض فرعـون قفـزه بهلـوان
لا نجوا مـن فـخ طاحـوا بـآلاف الفخـوخ = عشرهم في مجلس العم سـام أضحـت ثمـان
وشرهة الطوخي على من حضر من أهل طوخ = لأنتصب حد السنـان إرتخـى حبـل العنـان
4- وضع العرب المزري اليوم
المسخ الأكبر امريكا ونعتها الفراعنة بالمسخ لأن المسخ شئ مركب لايعرف كيف تكون وخلق وهذا يعرفه من يعرف تاريخ امريكا التي قدمت الى ارضا ليست لها وافنت اهل الارض الأصليين ( الهنود الحمر ) واحتلت هذه الارض منذا مايقارب 300 سنة وتكونت من شعوب اوربا من كل حدبا وصوبا وجمعت اناس شتى في بوتقة لا اساس لها واصول الامريكان الحالية من كل بلد لايجمعهم رابط ديني ولا عرقي ولا تاريخ مشترك فهي مسخ كما قال الفراعنة , اما المسوخ الأخرى فهم اليهود الذين اتوا الى ارض فلسطين وتكرار لما حدث في ارض امريكا حدث في ارض فلسطين فتجمع اليهود من كل حدبا وصوب من روسيا والتشيك واوربا وامريكا وافريقا ومن دول العرب لايجمعهم شئ الا اليهودية واحتلوا ايضا ارضا ليست لهم فهم مسخ صغير مثل امهم امريكا المسخ الكبير , وكلمة مسخ ذات دلالة قوية وعبقرية من الفراعنة لمعرفة اساس تكون الدولتين .
ثم يقول ان هؤلاء اليهود والامريكان اركبوا العرب بكرتين عمانيات واسقاط على سوء مآل ومنقلب العرب بعد اغتصاب ارضهم , وذكره للبكرتين العمانيات وهي اسرع الهجن دلالة على مآل العرب وتصورا مردوفين اثنين على بكرة عمانية تجري به من حيث لايدرون وتشد في سيرها وزميله معه ودلالة توحد المصير السئ لكافة العرب .
ثم يقول انهم بعد اخذ المسجد الاقصى منا عوضونا ببيوت خصف واكواخ وعشش وملاجيء لأهل فلسطين , وان حراب العرب وسلاحهم السابق وعنجهيتهم بالكلام رجعت بعد الفعل الى حربة ضعيفة لايعتمد عليها وسلاحا مهترئ لايحمي احد الا القائد من مواطنيه فلايحمي حدود واعتداء من الدول الاخرى بالذات العدوة بل ان هذا السلاح سلط على الدول العربية الاخرى او على مواطني بلده .
ثم يقول ان كلام العرب البايخ هذا اليوم والذي وصل الى مرحلة تشمئز النفوس الحرة عن تقبله ناتج عن حالة الضعف والذل التي يرزحون تحتها .
في حضور المسخ الأكبر تعشتنا المسوخ = وأردفونا في ظهر بكرتينٍ مـن عمـان
العوض في قبة البيت الأقصى بيت كوخ = وكل حربة عود زانٍ عوضها عود بـان
لا بدا الخافي وباخت علوم القوم بـوخ = للمذله في وجـه ربهـا شاهـد عيـان
5- خوف العرب من تجارب سابقة لاتسمى حروب
في رمزية واسقاطة جميلة ورائعة يبين الفراعنة ان حروب العرب السابقة ليست حروب فهي ( صفعة وضربة على النفوخ ثم ضربة اخرى على النفوخ )
هذه رمز لحروب العرب الثلاث ( حرب 56 وهي الصفعة ودلالة على انها لاتسمى حربا ولم يفعل بها العرب شيئا , ثم حرب 67 و73 ومثل لها بضربتين على النفوخ )
وكلمة النفوخ اسقاطه جميلة جدا وعبقرية لأنها من كلام اهل مصر ودلالة على ان الحروب في اغلبها تحملها المصريين لكنها في منطق الفراعنة ليست حروب بل صفعة وضربتين في النفوخ لم يفعل العرب فيها شئ لو طنطنوا وتفاخروا وهذه قمة البؤس , وايضا رمزية رائعة لتكريس مصرية الحروب بذكر رمز مصري هو خورشيبد باشا احد قادة الخدويين حكام مصر وهو من احتل نجد عام 1254 واستيسر الامام فيصل ابن تركي , وخورشيد فقط رمز لحكام مصر الذين وقعت عليهم الحرب وهم جمال عبدالناصر والضباط الاحرار فتكون رمزية اللفظة ( نفوخ ) ورمزية القائد ( خورشيد ) دلالة على قادة مصر في زمن حروب اسرائيل الثلاثة ( 56 , 67 , 73 ) .
ويقول ان هذه الصفعة والضربتين على النفوخ خوفت قادة مصر رغم انهم في ظهور احصنتهم اي انهم كانوا مسلحين ومعهم قوة لكن رجل وفارس يصفع ويضرب ضربتين في نفوخه ويخاف هذه قمة التصوير العبقري على الخوف من شئ لايخوف وقمة الجبن والرخامة فكيف يخاف الفارس فوق ظهر فرسه من رجلا راجل لايحمل سلاحا الا يده يصفع بها وجه الفارس ويضربه على نفوخه .
بيت رائع جدا:
صفعة في الخد مع ضربتينٍ في النفوخ = روعت خورشيد باشا وهو فوق الحصان
6- المنبطحين للسلام
الماجنة هي اسرائيل التي اصبحت تحمل تسع حبات خوخ وهي ( قطر وعمان والاردن وفلسطين ومصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ) تسع حبات من الخوخ من 22 حبة خوخ , هذه الدول اصبحت تتبادل مع عدوها اللدود وسارق ارض العرب والمسلمين اصبحوا يتبادلون معه الزيارات والسفارات ويقيمون القنصليات ومكاتب الارتباط وايضا التجارة والسياحة , مع اشد اعدائهم ومن اذاق العرب والمسلمين الهوان ويقتلهم كل دقيقية ويهين كرامتهم في ارض فلسطين ولبنان وغيرها . فهل هناك هوانا اكبر من هوان هذه الحبات التسع من الخوخ .
ثم يقول ان سر هذه التسع حبات من الخوخ والتطبيع سرها عند آل حسان وهو رمز يسقطه على حكام الاردن ابناء الحسين الكبير الشريف والحسين ابن طلال وكذلك غسان الحسن الأردني وكلمة آل حسان هذه اسقاطه رمزية لتقارب اللفظ ويقول ان سر العمالة اخذ من حكام الاردن العريقين فيها وهم اول من خان العرب حتى ان عبدالله الأول ابن الحسين كان اكبر جاسوس لليهود اثناء حرب 48 ياعتراف بن غورويون فكان يرسل لبن غوريون رسائل يومية عن مايحدث في كل اجتماع للعرب فالتسع حبات من الخوخ سرها من قائدة الانبطاح الاردنية .
ثم يقول الفراعنة ان هذه الشروخ والسقطات وانكفاء الكرامة اصبحت تحصيل حاصل وان شرخها وشديد ألمها لنا اصبح صغير رغم قسوتها لأن الشرخ الأكبر هو فقدان الكرامة منذا مدة طويلة ’ ارض مغتصبة وشعب يقتل يوميا , واراضي تؤخذ وبيوت تهدم واطفال تشرد وسحق وهوان ومع هذا لازال البعض يخنع ويرى في اشد اعدائه في الدين وفي الدنيا يرى فيه شخصا يستحق الاستقبال وتبادل السفارات .
ويقول الفراعنة ان هذا ليس سلاما بل رضوخ وافضل من هذا الرضوخ الموت لأنه ليس بعد هذه الذلة شيئا يستحق ان نحيا من اجله .
ويقول ان الكرامة لاتناسب من ربى على الذل والخنوع ووطّن نفسه عليها بل الكرامة لمن رفعته روحه وسموه وعزته لأن يرى الاشياء بما يستحق ان ترى به رجلا كريم عزيز شهم حكيم حاسم وهذا غير موجود في قادة العرب الذين كلا منهم يخاف ان يتخذ موقفا مثل موقف النعمان ابن المنذر الذي سجل ابرز علامة في التاريخ لما يجب ان يكون عليه العربي ومايجب ان تكون عليه كرامته وعزته فلا يبيعها من اجل الخوف والذل والهوان ولامن اجل الخوف على منصبه فليس بعد مايحدث في فلسطين شئ يهين الكرامة ويجرحها اكبر
ماجنه تحمل يداها تسـع حبـات خـوخ = سرها عند آل حسان والبيـض الحسـان
من كبر شرخٍ معانا تصاغرنا الشـروخ = ندرق في القرع مع كل قرعة صولجان
السلام اللي يفسر لنا معنـى الرضـوخ = ليس إلا الموت في كفنٍ مـن طيلسـان
والشموخ اللي على ذل لو سمي شموخ = المقابر منه أعظم شرف وأطهر مكـان
الكرامه جوخةٍ من نفيس الجوخ جـوخ = ما تناسب من قصر به عن الطول الهوان
7- مطالبة قادة العرب برفع وتيرة الاحساس بما يحصل من ذل وهوان
يقول الفراعنة انه يتعذب عندما لايجد قائد يستطيع مجابهة اليهود المغتصبين لارض المسلمين وبيت المقدس وارض فلسطين وغيرها من اراضي العرب , واسقط جمال هذيل دلالة على صعوبة ترويض اليهود فهل سيجد قائد عربي يروض اليهود ويستطيع استرداد ارض العرب منهم , لكن الفراعنة استبق السؤال بجواب لأنه قال ( واعذابي ) للدلالة على بعد احتمال ذلك فكأنه يرجوا شئ لايرجى او يطلب مستحيلا , ثم يقول ان الركن اليماني وهو احد اركان الكعبة المشرفة يكاد يهتز من هول مايجري في الواقع على المسلمين .
ثم يقول مفندا وكابتا لمن يقولن مايحدث هو مشخ او أمر بسيط يمر في تاريخ العرب او سحابة صيفا عابرة فيقول ان هذا ليس مشخا بسيطا بل طعنة قاتلة في خاصرة العرب والمسلمين وان الذي يحقر ثأره من اليهود اعدائه على كثرة مافعلوا بالمسلمين هو جبان وابن جبان فلايسكت عربيا على ضيم ولا على اهانة فماذا حدث للعرب في آخر زمانهم وكيف تغيرت قيمهم ربما بسبب هؤلاء البهلوانات الذين قفزوا في حوض فرعون فجأه واصبحوا يديرون مالم يهيئهم الله على ادارته من دول .
ثم يقول اننا نحن العرب والمسلمين في هذا الوقت بالذات اما اثبتنا انفسنا ودافعنا عن ارضنا وحمينا كرامتنا وعرضنا او سنسحق الى الابد لأن هذا الوقت هو تاريخ مفصلي في تاريخ العرب واعاد الفراعنة تأكيده في القصيدة الاخرى بمطالبته بمفاعل نووي وقنبلة نووية خليجية .
ثم يقول في آخر بيت له ان الأمة اذا فقدت قيمها الدينية وكرامتها وعزتها وشجاعتها ودفاعها عن حقوقها وعاداتها وتقاليدها الاصيلة فانها ستكون مثل الماء الذي يتبخر ولم يعد موجودا وهذا تحذير للعرب من ان مصيرهم الزوال والسحق على اقدام التاريخ اذا لم يكن لهم وقفة ودفاع لأن من اهينت كرامته سيسهل اصطياده وليست قاصرة على فلسطين بل ستشمل الجميع لأن الجدار اذا طمن سهل القفز فوقه وهنا فلسطين هي الجدار والحاجز الذي ينبغي رفعه حتى ترتفع كرامة العرب ولايتطاول على بقية العرب والمسلمين مسخا من المسوخ مرة اخرى .
واعذابي من ينوخ جمال هذيل نوخ = قبل لا يهتز من ساسه الركن اليمان
الطعون طعون ياللي تسميها مشوخ = ولا يحقر ثاره إلا الجبان ابن الجبان
ياحفرنا عدنا لين يآتي له نضـوخ = يا غدينا في خبر كان ياما كان كان
أمة ما للقيم في ضمايرها رسـوخ = مجدها ماءٌ تبخر على هيئة دخـان
----------------------------------------------------------------------------
هناك نقطة انتهبت لها توا وهي جميلة وتدل على مدى قوة واحكام الفراعنة لنصوصه .
وذلك انه في مقدمات قصائده وجو صناعتها يضع اشياء يصف بها حاله قريبة جدا من محتوى القصيدة أو اول بيت من القصيدة بعد المقدمة .
سأشرح أكثر مثلا :
في قصيدته الأولى ( ناقتي ) عندما كان يصف الجو الذي صنع فيه القصيدة قال انه يمشي بناقته في الخلا خلف الطعوس يبحث عن لابته ثم يرى جساس وكليب والبسوس في معاركهم , ثم وهو شئ مهم جدا واول بيت من القصيدة بعد المقدمة عندما قال ( ديرتي دار ابن ضاري وابن غثلم جريس )
تقارب شديد ورائع جدا بين الناقة وسير الفراعنه عليها لاعطاء الحالة وجو القصيدة تقارب شديد مع اول بيت وذلك لأنه كان يصف نجد في حكم البدو وماكان عليه البدو من ركوب للأبل ومعارك وتطاحن مثلهم مثل كليب وجساس والبسوس وهذا التداخل العبقري جدا بين وصف جو صناعة القصيدة وبين اول بيت منها كان رائعا جدا .
في قصيدته هذه ايضا عندما وصف جو صناعة القصيدة وذكر كأن قلبه فيه نار وان الموبذان لو رأها لانجذب اليه انظر للتقارب العبقري جدا بين مقدمة القصيدة وجو صناعتها مع أول بيت منها وهو ( ليت شعري ابن امست ملوكا من تنوخ ) لأن النعمان ابن المنذر قصته مع ملوك الفرس والنار والمجوسية ارتبطت بالفرس .
هذه المقدمات العبقرية وجو صناعة القصيدة وارتباطها بأول بيت من القصيدة اي موضوع القصيدة الأصل لايصنعها الا شاعر بقامة الفراعنة .
.
.
الموضوع منقووول وللكاتب والناقد القدير / سالم رباح..
1- جو صناعة القصيدة
يبدأ الشاعر وكما في القصيدة الاولى شارحا وضعه قبل البدء في قصيدته ومايعتلج في صدره قبل ان يصنع هذه القصيدة فيقول :
ان قلبه يضطرم ويتحرك ويشتعل كما يشتعل الحطب في نار شيخ استقبل شيوخ وهذا قمة في التصوير الرائع فأن نار الشيخ وكبير القوم بالذات اذا كانوا ضيوفه كبار فانها ستكون نارا كبيرة وهذا وصف لقلب ناصر قبل ان يبدء في قصيدته , ثم يواصل في سرد وصف النار التي تعتلج في صدره مسقطا نار الشيخ على النار التي في قلبه فيقول ان هذه النار من قوتها وشدة نورها وكبرها لو رأها اكبر موبذان وهو اكبر كاهن للفرس المجوس الذين كانوا يعبدون النار فأنه لو رأها فأنها ستغريه واكبر كهنة الفرس بالتأكيد ستكون ناره التي يشعلها ويعبدها ستكون نارا عظيمة , فتكون نار الشيخ الذي اشعلها للشيخ الآخر تجذب هذا الكاهن , وكل هذه الاوصاف دلالة قوية على شدة مافي صدر ناصر وغليانه قبل ان يبدء القصيدة .
ثم يقول ان مافي صدره من جنون سابقة مسقطا مايتحرك في صدره من هواجس وافكار فيقول انها زادت توقدا وقوة بعد ان حركها المجنن وهم الناس الذين حاولوا ان يعترضوا مسيرة الشاعر في البرنامج ويشوشرون عليه وينشرون عنه اشاعات ويحاولون اسقاطه فيقول انهم زادوا تصميمي وتوقد ذهني وافكاري لصنع رائعة تبكتهم وتزيدهم حسرة .
في فوادي من حطب شيخٍ ضيوفه شيوخ = جمرةٍ يغري سنا نارها أكبـر موبـذان
من جنونٍ دوختنـي وعيـت لا تـدوخ = والمجنن زادوا جنانها السابـق جنـان
2- اين ملوك العرب أهل العزة
يبدأ بقصة تدل على كرامة العربي وعزته وشممه وذلك بنموذج كبير هو النعمان ابن المنذر اشهر ملوك تنوخ العرب وهم مايعرفون باسم ( المناذرة ) ملوك الحيرة وقد كانوا في الحيرة يخضعون للفرس ويقاتلون الروم وسبب رمزه للنعمان ذلك لانه رمز للكرامة والاباء وقصته ان ( كسرى ابرويز ) ملك الفرس طلب من النعمان الملك العربي الذي كان تحت حكم الفرس طلب منه تزويجه بنته فرفض النعمان لأن شيمته تأبى ان يزوج فارسي مجوسي لما عرف عن العرب من شيمة واباء فقد سقطت صورة القطب العالمي وملوك الارض الفرس الذين كانوا هم والروم قطبي رحى العالم سقطت هذه الصورة بجانب شمم العربي وأنفته , وكانت نهاية النعمان بطريقة غادرة عندما استدعاه كسرى وخدعه ليضعه تحت اقدام الفيلة تطحنه ويفرج ملوك الفرس عليه .
هذه القصة ايضا استدعت نصرا مؤزر لايزال يتردد صداه بتكوين العرب البدو من قبائلهم المتطاحنة لأول حلف عربي هزم كسرى ثأرا لقتل النعمان وذلك في موقعة ذي قار بقيادة هانئ ابن قبيصة الشيباني .
هذه قمة العزة والشيمة لم ينظر النعمان الى قطب العالم واسياده وملوكه ولضعف العرب بل نظر لشيمته وموته دون كرامته وعزته , وانتج ذلك نصرا مؤزرا بعد موته واجتماع قبائل العرب المتفرقة وهزيمة اعظم دول العالم في زمنه في موقعة ذي قار عام 608 م .
توطئة رائعة لاستحثاث همم قادة العرب بذكر رمز النعمان ابن المنذر والأحداث التي تلت موته .
ثم يذكر رمزية مؤلمة بانتكاس الاشياء وتغير القوانين فكأن الجمل اصبح للرقص ووضع في غير مكانه وكذلك تركت الطيور الاحرار وقرنست الافراخ الصغيرة ودلالة على انتكاس في تصرفات العرب وعدم سيرهم بطريق مستقيم ووضع الاشياء في غير مكانها وانهم من ضعف ودناءة انفسهم نزلوا في طمان وذل وهوان وذلك ليس بسبب ضعفهم او عدم وجود وسيلة للدفاع عن كرامتهم بل ناتج عن ضعف وهوان انفسهم فقط لاغير .
ليت شعري أين أمست ملوكٍ من تنوخ = عودت أحداثهم من أحاديـث الزمـان
يامرقصة الجمل يامقرنسـة الفـروخ = من طمان نفوسكم نازلينٍ في الطمـان
3- القافزين على الحواجز
فعلا قفزة بهلوان يتخطى بها خطوات كثيرة وهذه اسقاطه لرؤساء العرب الذين اتوا من حضيض المجتمع الى الحكم ورمز للحكم بحوض فرعون , فبعضهم كان جاهل او صايع او خريج سجون وتولى حكم دول بقفزة بهلوان من امثال صدام حسين وناصر والسادات وبن بيلا والقذافي وعرفات والاسد وغيرهم فهم من طبقات لم تصل الى ثقافة عالية او سياسة او حنكة او عريقة في الحكم والحكمة وسياسة الرعية برفق بل كانوا شرهين للحكم نتيجة معاناتهم وسحقهم في المجتمع سابقا فظهروا على الحكم وكل همهم ان يبقوا يملؤن جيوبهم ولايهمهم وضع العرب او معاناتهم او حتى وضع مواطنيهم ورفع شعارات كاذبة فقط حتى يستمروا في الحكم وحتى يضحكوا على شعوبهم ويخدرونهم بالقول .
ويقول ان من ضعف سياسة هؤلاء وقلة ثقافتهم ودهائهم السياسي انهم يخرجون من فخ بصعوبة ليدخلوا في الف فخا آخر وذلك نتيجة ضعف ثقافتهم وممارستهم السياسية وان همهم السلطة لاغير .
ومجلس العم سام رمز لمجلس الأمن الذي اتخذ كلعبة سياسية ينصب به على هؤلاء الدلوخ ويخرجوا من لعبة الى اخرى دون عبرة او حسم .
ثم يقول ان الطوخي يشره على طوخيه اي ان اهل البلدان المحتلة مثل مصر وسوريا وفلسطين شرهتهم على ابن بلدهم ورئيسهم لأنه هو الذي ضيع ارضهم بتصرفاته وضعف سياسته وعدم اتخاذ اللازم للدفاع عنها ويقول ان هؤلاء القادة اذا رفعوا السيف ورمز لتسلحهم وشرائهم السلاح فانهم من ضعف تصرفهم يرتخي عنان فرسهم ورمزية مؤلمة ايضا عندما يرفع الفارس سيفه فيخرب عليه ارتخاء عنان الفرس اي انها تصلح من جهة وتخرب من جهة اخرى وهذا بسبب ضعف التصرف والحنكة ولأن هؤلاء القادة لايملكون مقومات القائد الحكيم الواعي نتيجة قدومهم من طبقات غير مثقفة وواعية .
عالـمٍ لبسـوا ثيـاب الدهـاة وهـم دلــوخ = أوردتهـم حـوض فرعـون قفـزه بهلـوان
لا نجوا مـن فـخ طاحـوا بـآلاف الفخـوخ = عشرهم في مجلس العم سـام أضحـت ثمـان
وشرهة الطوخي على من حضر من أهل طوخ = لأنتصب حد السنـان إرتخـى حبـل العنـان
4- وضع العرب المزري اليوم
المسخ الأكبر امريكا ونعتها الفراعنة بالمسخ لأن المسخ شئ مركب لايعرف كيف تكون وخلق وهذا يعرفه من يعرف تاريخ امريكا التي قدمت الى ارضا ليست لها وافنت اهل الارض الأصليين ( الهنود الحمر ) واحتلت هذه الارض منذا مايقارب 300 سنة وتكونت من شعوب اوربا من كل حدبا وصوبا وجمعت اناس شتى في بوتقة لا اساس لها واصول الامريكان الحالية من كل بلد لايجمعهم رابط ديني ولا عرقي ولا تاريخ مشترك فهي مسخ كما قال الفراعنة , اما المسوخ الأخرى فهم اليهود الذين اتوا الى ارض فلسطين وتكرار لما حدث في ارض امريكا حدث في ارض فلسطين فتجمع اليهود من كل حدبا وصوب من روسيا والتشيك واوربا وامريكا وافريقا ومن دول العرب لايجمعهم شئ الا اليهودية واحتلوا ايضا ارضا ليست لهم فهم مسخ صغير مثل امهم امريكا المسخ الكبير , وكلمة مسخ ذات دلالة قوية وعبقرية من الفراعنة لمعرفة اساس تكون الدولتين .
ثم يقول ان هؤلاء اليهود والامريكان اركبوا العرب بكرتين عمانيات واسقاط على سوء مآل ومنقلب العرب بعد اغتصاب ارضهم , وذكره للبكرتين العمانيات وهي اسرع الهجن دلالة على مآل العرب وتصورا مردوفين اثنين على بكرة عمانية تجري به من حيث لايدرون وتشد في سيرها وزميله معه ودلالة توحد المصير السئ لكافة العرب .
ثم يقول انهم بعد اخذ المسجد الاقصى منا عوضونا ببيوت خصف واكواخ وعشش وملاجيء لأهل فلسطين , وان حراب العرب وسلاحهم السابق وعنجهيتهم بالكلام رجعت بعد الفعل الى حربة ضعيفة لايعتمد عليها وسلاحا مهترئ لايحمي احد الا القائد من مواطنيه فلايحمي حدود واعتداء من الدول الاخرى بالذات العدوة بل ان هذا السلاح سلط على الدول العربية الاخرى او على مواطني بلده .
ثم يقول ان كلام العرب البايخ هذا اليوم والذي وصل الى مرحلة تشمئز النفوس الحرة عن تقبله ناتج عن حالة الضعف والذل التي يرزحون تحتها .
في حضور المسخ الأكبر تعشتنا المسوخ = وأردفونا في ظهر بكرتينٍ مـن عمـان
العوض في قبة البيت الأقصى بيت كوخ = وكل حربة عود زانٍ عوضها عود بـان
لا بدا الخافي وباخت علوم القوم بـوخ = للمذله في وجـه ربهـا شاهـد عيـان
5- خوف العرب من تجارب سابقة لاتسمى حروب
في رمزية واسقاطة جميلة ورائعة يبين الفراعنة ان حروب العرب السابقة ليست حروب فهي ( صفعة وضربة على النفوخ ثم ضربة اخرى على النفوخ )
هذه رمز لحروب العرب الثلاث ( حرب 56 وهي الصفعة ودلالة على انها لاتسمى حربا ولم يفعل بها العرب شيئا , ثم حرب 67 و73 ومثل لها بضربتين على النفوخ )
وكلمة النفوخ اسقاطه جميلة جدا وعبقرية لأنها من كلام اهل مصر ودلالة على ان الحروب في اغلبها تحملها المصريين لكنها في منطق الفراعنة ليست حروب بل صفعة وضربتين في النفوخ لم يفعل العرب فيها شئ لو طنطنوا وتفاخروا وهذه قمة البؤس , وايضا رمزية رائعة لتكريس مصرية الحروب بذكر رمز مصري هو خورشيبد باشا احد قادة الخدويين حكام مصر وهو من احتل نجد عام 1254 واستيسر الامام فيصل ابن تركي , وخورشيد فقط رمز لحكام مصر الذين وقعت عليهم الحرب وهم جمال عبدالناصر والضباط الاحرار فتكون رمزية اللفظة ( نفوخ ) ورمزية القائد ( خورشيد ) دلالة على قادة مصر في زمن حروب اسرائيل الثلاثة ( 56 , 67 , 73 ) .
ويقول ان هذه الصفعة والضربتين على النفوخ خوفت قادة مصر رغم انهم في ظهور احصنتهم اي انهم كانوا مسلحين ومعهم قوة لكن رجل وفارس يصفع ويضرب ضربتين في نفوخه ويخاف هذه قمة التصوير العبقري على الخوف من شئ لايخوف وقمة الجبن والرخامة فكيف يخاف الفارس فوق ظهر فرسه من رجلا راجل لايحمل سلاحا الا يده يصفع بها وجه الفارس ويضربه على نفوخه .
بيت رائع جدا:
صفعة في الخد مع ضربتينٍ في النفوخ = روعت خورشيد باشا وهو فوق الحصان
6- المنبطحين للسلام
الماجنة هي اسرائيل التي اصبحت تحمل تسع حبات خوخ وهي ( قطر وعمان والاردن وفلسطين ومصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ) تسع حبات من الخوخ من 22 حبة خوخ , هذه الدول اصبحت تتبادل مع عدوها اللدود وسارق ارض العرب والمسلمين اصبحوا يتبادلون معه الزيارات والسفارات ويقيمون القنصليات ومكاتب الارتباط وايضا التجارة والسياحة , مع اشد اعدائهم ومن اذاق العرب والمسلمين الهوان ويقتلهم كل دقيقية ويهين كرامتهم في ارض فلسطين ولبنان وغيرها . فهل هناك هوانا اكبر من هوان هذه الحبات التسع من الخوخ .
ثم يقول ان سر هذه التسع حبات من الخوخ والتطبيع سرها عند آل حسان وهو رمز يسقطه على حكام الاردن ابناء الحسين الكبير الشريف والحسين ابن طلال وكذلك غسان الحسن الأردني وكلمة آل حسان هذه اسقاطه رمزية لتقارب اللفظ ويقول ان سر العمالة اخذ من حكام الاردن العريقين فيها وهم اول من خان العرب حتى ان عبدالله الأول ابن الحسين كان اكبر جاسوس لليهود اثناء حرب 48 ياعتراف بن غورويون فكان يرسل لبن غوريون رسائل يومية عن مايحدث في كل اجتماع للعرب فالتسع حبات من الخوخ سرها من قائدة الانبطاح الاردنية .
ثم يقول الفراعنة ان هذه الشروخ والسقطات وانكفاء الكرامة اصبحت تحصيل حاصل وان شرخها وشديد ألمها لنا اصبح صغير رغم قسوتها لأن الشرخ الأكبر هو فقدان الكرامة منذا مدة طويلة ’ ارض مغتصبة وشعب يقتل يوميا , واراضي تؤخذ وبيوت تهدم واطفال تشرد وسحق وهوان ومع هذا لازال البعض يخنع ويرى في اشد اعدائه في الدين وفي الدنيا يرى فيه شخصا يستحق الاستقبال وتبادل السفارات .
ويقول الفراعنة ان هذا ليس سلاما بل رضوخ وافضل من هذا الرضوخ الموت لأنه ليس بعد هذه الذلة شيئا يستحق ان نحيا من اجله .
ويقول ان الكرامة لاتناسب من ربى على الذل والخنوع ووطّن نفسه عليها بل الكرامة لمن رفعته روحه وسموه وعزته لأن يرى الاشياء بما يستحق ان ترى به رجلا كريم عزيز شهم حكيم حاسم وهذا غير موجود في قادة العرب الذين كلا منهم يخاف ان يتخذ موقفا مثل موقف النعمان ابن المنذر الذي سجل ابرز علامة في التاريخ لما يجب ان يكون عليه العربي ومايجب ان تكون عليه كرامته وعزته فلا يبيعها من اجل الخوف والذل والهوان ولامن اجل الخوف على منصبه فليس بعد مايحدث في فلسطين شئ يهين الكرامة ويجرحها اكبر
ماجنه تحمل يداها تسـع حبـات خـوخ = سرها عند آل حسان والبيـض الحسـان
من كبر شرخٍ معانا تصاغرنا الشـروخ = ندرق في القرع مع كل قرعة صولجان
السلام اللي يفسر لنا معنـى الرضـوخ = ليس إلا الموت في كفنٍ مـن طيلسـان
والشموخ اللي على ذل لو سمي شموخ = المقابر منه أعظم شرف وأطهر مكـان
الكرامه جوخةٍ من نفيس الجوخ جـوخ = ما تناسب من قصر به عن الطول الهوان
7- مطالبة قادة العرب برفع وتيرة الاحساس بما يحصل من ذل وهوان
يقول الفراعنة انه يتعذب عندما لايجد قائد يستطيع مجابهة اليهود المغتصبين لارض المسلمين وبيت المقدس وارض فلسطين وغيرها من اراضي العرب , واسقط جمال هذيل دلالة على صعوبة ترويض اليهود فهل سيجد قائد عربي يروض اليهود ويستطيع استرداد ارض العرب منهم , لكن الفراعنة استبق السؤال بجواب لأنه قال ( واعذابي ) للدلالة على بعد احتمال ذلك فكأنه يرجوا شئ لايرجى او يطلب مستحيلا , ثم يقول ان الركن اليماني وهو احد اركان الكعبة المشرفة يكاد يهتز من هول مايجري في الواقع على المسلمين .
ثم يقول مفندا وكابتا لمن يقولن مايحدث هو مشخ او أمر بسيط يمر في تاريخ العرب او سحابة صيفا عابرة فيقول ان هذا ليس مشخا بسيطا بل طعنة قاتلة في خاصرة العرب والمسلمين وان الذي يحقر ثأره من اليهود اعدائه على كثرة مافعلوا بالمسلمين هو جبان وابن جبان فلايسكت عربيا على ضيم ولا على اهانة فماذا حدث للعرب في آخر زمانهم وكيف تغيرت قيمهم ربما بسبب هؤلاء البهلوانات الذين قفزوا في حوض فرعون فجأه واصبحوا يديرون مالم يهيئهم الله على ادارته من دول .
ثم يقول اننا نحن العرب والمسلمين في هذا الوقت بالذات اما اثبتنا انفسنا ودافعنا عن ارضنا وحمينا كرامتنا وعرضنا او سنسحق الى الابد لأن هذا الوقت هو تاريخ مفصلي في تاريخ العرب واعاد الفراعنة تأكيده في القصيدة الاخرى بمطالبته بمفاعل نووي وقنبلة نووية خليجية .
ثم يقول في آخر بيت له ان الأمة اذا فقدت قيمها الدينية وكرامتها وعزتها وشجاعتها ودفاعها عن حقوقها وعاداتها وتقاليدها الاصيلة فانها ستكون مثل الماء الذي يتبخر ولم يعد موجودا وهذا تحذير للعرب من ان مصيرهم الزوال والسحق على اقدام التاريخ اذا لم يكن لهم وقفة ودفاع لأن من اهينت كرامته سيسهل اصطياده وليست قاصرة على فلسطين بل ستشمل الجميع لأن الجدار اذا طمن سهل القفز فوقه وهنا فلسطين هي الجدار والحاجز الذي ينبغي رفعه حتى ترتفع كرامة العرب ولايتطاول على بقية العرب والمسلمين مسخا من المسوخ مرة اخرى .
واعذابي من ينوخ جمال هذيل نوخ = قبل لا يهتز من ساسه الركن اليمان
الطعون طعون ياللي تسميها مشوخ = ولا يحقر ثاره إلا الجبان ابن الجبان
ياحفرنا عدنا لين يآتي له نضـوخ = يا غدينا في خبر كان ياما كان كان
أمة ما للقيم في ضمايرها رسـوخ = مجدها ماءٌ تبخر على هيئة دخـان
----------------------------------------------------------------------------
هناك نقطة انتهبت لها توا وهي جميلة وتدل على مدى قوة واحكام الفراعنة لنصوصه .
وذلك انه في مقدمات قصائده وجو صناعتها يضع اشياء يصف بها حاله قريبة جدا من محتوى القصيدة أو اول بيت من القصيدة بعد المقدمة .
سأشرح أكثر مثلا :
في قصيدته الأولى ( ناقتي ) عندما كان يصف الجو الذي صنع فيه القصيدة قال انه يمشي بناقته في الخلا خلف الطعوس يبحث عن لابته ثم يرى جساس وكليب والبسوس في معاركهم , ثم وهو شئ مهم جدا واول بيت من القصيدة بعد المقدمة عندما قال ( ديرتي دار ابن ضاري وابن غثلم جريس )
تقارب شديد ورائع جدا بين الناقة وسير الفراعنه عليها لاعطاء الحالة وجو القصيدة تقارب شديد مع اول بيت وذلك لأنه كان يصف نجد في حكم البدو وماكان عليه البدو من ركوب للأبل ومعارك وتطاحن مثلهم مثل كليب وجساس والبسوس وهذا التداخل العبقري جدا بين وصف جو صناعة القصيدة وبين اول بيت منها كان رائعا جدا .
في قصيدته هذه ايضا عندما وصف جو صناعة القصيدة وذكر كأن قلبه فيه نار وان الموبذان لو رأها لانجذب اليه انظر للتقارب العبقري جدا بين مقدمة القصيدة وجو صناعتها مع أول بيت منها وهو ( ليت شعري ابن امست ملوكا من تنوخ ) لأن النعمان ابن المنذر قصته مع ملوك الفرس والنار والمجوسية ارتبطت بالفرس .
هذه المقدمات العبقرية وجو صناعة القصيدة وارتباطها بأول بيت من القصيدة اي موضوع القصيدة الأصل لايصنعها الا شاعر بقامة الفراعنة .
.
.
الموضوع منقووول وللكاتب والناقد القدير / سالم رباح..